-->

شائع

.

الطرق الأفضل للتسويق الرقمي؟



لاشك أن مفهوم التسويق الرقمي (أو التسويق الإلكتروني) بات معروفاً بشكلٍ واسع، وحتى المستخدم العادي؛ من لا يعرف غير بوابة الفيسبوك ونافذة اليوتيوب، لا يمر عليه يوم إلا وقد تعرض لعشرات الإعلانات إن لم يكن المئات، وأصبح يعرف ويميز أيّ المحتوى هو إعلاني وأيٌ هو أصلي.

لكن لم تعد الاعلانات الرقمية اليوم تكتفي بتلك الأشكال المعروفة والواضحة، ولم تعد علامة (Sponsored) التي تظهر فوق بعض المنشورات هي الدلالة الوحيدة على الإعلانات، أصبحت تلك الإعلانات اليوم أكثر دهاءً ومكراً، تتخفى تحت أغطية عدة كي لا تُعرف أو تُكتشف.

تشاهد أحد مشاهير السوشال ميديا في سناب شات وهو يعرض لك جزء من حياته، وقبل أن يخرج إلى عمله يمسك بزجاجة العطر الثمينة ويرش هنا و هناك ثم يثني على هذا العطر الجميل، أنت تشاهد وتُعجب بهذا المنتج (العطر) وفي أقرب فرصة تشتريه، وهنا يكون الإعلان قد حققه هدفه ووصل إلى عقلك وحرك رغبتك لاقتناءه، وهذه هي أحد أشكال الاعلانات الرقمية المعاصرة.

اليوم سنتعرف على أي الطرق هي الأنجح والأفضل للتسويق الرقمي، لن نذكر منصات أو شبكات بعينها بقدر ما سنذكر أساليب ووسائل عامة يمكن تطبيقها عبر أي منصة.

1. التسويق في نفس الشبكة


قبل سنوات، ذاع صيت “قنوات التليجرام” تلك الأداة التي مكنت لصناع المحتوى إنشاء مساحات حرة (قنوات) لنشر المحتوى بكل أشكاله، وفتحت الباب على مصراعيه للاشتراك في تلك القنوات بأي أعدادٍ كانت دون أن يترتب على صاحب القناة أية أعباء مالية.

لقد دأب أصحاب القنوات الجديدة لإشهار قنواتهم عبر طريقة مجانية فعالة، إنها “القوائم الإعلانية المشتركة”، حيث يجتمع عدد من أصحاب القنوات ثم ينشئوا قائمة تضم روابط جميع قنواتهم، ثم تُنشَر تلك القائمة في جميع القنوات المشتركة، لقد كانت من أنجح الطرق لتسويق القنوات وإشهارها رغم مجانيتها، والسبب ببساطة هو لأن التسويق يتم داخل المنصة نفسها وليس خارجها.

وبالمثل في سناب شات، ماذا يفعل من يريد إشهار حسابه بدون دفع المال، يقوم بالتبادل الاعلاني من حسابات قريبة منه في عدد المشتركين، أنت تعلن لي وأنا أعلن لك، ويمكن بهذه الطريقة كسب آلاف المشتركين دون دفع مليم واحد، ورغم ما في هذه الطريقة من عيوب إلا أنها تعتبر أفضل طريقة مجانية لإشهار حسابات سناب شات.

الخلاصة هي: إن كنت تنوي تسويق صفحة أو قناة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي (بما فيها اليوتيوب) فعليك بالتسويق داخل الشبكة نفسها لا خارجها، فليس من الحكمة التسويق لقناة يوتيوب داخل الفيسبوك، أو إشهار حساب تويتر داخل سناب شات، الأفضل الإعلان داخل الشبكة نفسها، وذلك لأنك تضمن أن كل من يصل إليهم إعلانك هم مشتركين في تلك الشبكة، لذلك سيكون من السهل عليهم التوجه نحو صفحتك والاشتراك فيها.

2. التسويق في نفس المجال

لكن ماذا عن إعلانات المواقع والمنتجات؟ عندما تقوم بالتوسيق لصفحة خارج إطار الشبكات الاجتماعية؟ في هذه الحالة يكون التركيز على عامل آخر مهم، فبدلاً من التركيز على أي المنصات هي الأفضل، يتجه التركيز إلى صنّاع المحتوى أنفسهم داخل تلك الشبكات، فالأفضل سيكون من لديه جمهور مهتم بنفس مجال الإعلان.

سيكون أمام المسوق الرقمي طريقين، إما استخدام المنصة الاعلانية التي توفرها الشبكة نفسها، وهنا سيتمكن من تخصيص الجمهور بشكل جيد والتحكم في الميزانية وغيرها من الخصائص والأدوات المتقدمة.

أما الطريق الثاني فهو الإعلان عبر منشئي المحتوى الذين ينشرون في نفس المجال، ففي المثال السابق، يمكن للمسوق أن يتفق مع صفحات متخصصة في كرة القدم ولديها جمهور كبير متفاعل، بأن يتم نشر اعلانه في تلك الصفحات مقابل مبلغ محدد من المال.

لكن يجب أن لا ننسى أن الاعلان الرقمي لا يقتصر فقط على شبكات التواصل الاجتماعية، فهنالك المواقع المشهورة والتي تنشر المحتوى المتخصص وتجلب إليها آلاف الزوار يومياً، زوار مهتمين بنفس مجال الاعلان، وعندما تنشر اعلانك في تلك المواقع، أنت هنا تضمن أن يصل اعلانك إلى جمهور مهتم، فالأمر يمكن قياسه بسهولة عبر فحص وتحليل المحتوى النصي للموقع.

3. عبر مشاهير السوشال ميديا (المؤثرين)

نأتي الآن للطريقة الأكثر تصدراً للمشهد، وخاصة بين رواد سناب شات واليوتيوب، المنصات المتخصصة في المحتوى المرئي، والتي -في الغالب- تصنع جمهوراً مهتماً بالأشخاص بدلاً عن المحتوى، فالشخص الذي يطل على جمهوره كل يوم بصوته وصورته، ويشاركهم بعض جوانب حياته، يصبح بعد حين -إن حالفه الحظ- أحد مشاهير السوشال ميديا (المؤثرين)، ويصبح من السهل عليه صنع المال عبر تلك الشهرة.

هذا الموضوع يُعتبر من أحد المواضيع الحساسة والمثيرة للجدل لدى أوساط المجتمع، فحين يصبح المشهور عرضة للبيع والشراء (يبيع ذمته لمن يدفع أكثر)، حينها يصبح التسويق الرقمي نقمة على المجتمع وتزييفاً للواقع، لكن إن تم استخدامه تحت مظلة القيم والأخلاق والتي من أهمها: الصدق والأمانة، وإن تم تطبيق بعض المعايير المقترحة لتفريق ما هو محتوىً أصلي عن الإعلاني (مثل الإفصاح) حينها تصبح هذه الوسيلة من أهم الوسائل للتسويق الرقمي في عالمنا المعاصر.

هنالك منتجات تهم فئات المجتمع بأكمله، وهنالك شركات تقدم خدماتها للجميع، وحينها يصبح من الصعب تحديد الجمهور بناءً على الاهتمام، ويصبح التوجه للتسويق عبر المؤثرين (social media influencers) أحد الوسائل الفعالة.

إن التسويق عبر المؤثرين تعطي بعداً إنساني للإعلان، وتستثمر محبة الجمهور للشخص المشهور لصالح المنتج والإعلان، والذي -في الغالب- يتم عبر التجربة، فالمؤثر يقوم بتجربة المنتج أو الخدمة بنفسه ويعرض للجمهور بعض ميزاتها وخصائصها، وبالتالي يصل الإعلان في سياق منسجم مع الجو العام وبدون أن يكون مزعجاً، وهنا يحصل على أكبر اهتمام وأفضل تفاعل (يمكن قراءة المقالة التي نشرها موقع دولفينوس للمزيد عن هذا الأمر).

4. في الشبكات الغير مزدحمة


يقول رائد الأعمال (Gary Vee) في أحد فيديوهاته، أن من أكثر الأشياء التي ندم عليها، هو عدم استخدام خدمة “قوقل أدوردز” بما يكفي في بداية انتشارها، قبل أن تزدحم الشبكة وترتفع أسعار الاعلانات، وعندما كان الإعلان يحصل على نسبة كبيرة من النقرات مقابل المشاهدات، فأسعار الاعلانات الرقمية بشكل عام يعتمد على المنافسة، فكلما كان هنالك اعلانات كثيرة كانت المنافسة أكبر وكانت تكلفة كل نقرة أعلى، وبالتالي يضطر المسوق الرقمي لدفع أموال أكثر في المنصات المزدحمة بالإعلانات.

لا يقتصر الأمر على التكلفة المادية، لكن الأمر الأكثر أهمية هو علاقة مستخدمي تلك الشبكات بالاعلانات المنشورة، فالمنصات التي أصبحت مزحمة بالاعلانات يصبح التفاعل فيها قليل، ويتطلب الأمر صنع اعلانات أكثر احترافية وجاذبية لشد انتباه المستخدم، وإلا فلن يلقى اعلانك أي تفاعل، سيعبر المستخدمون من فوقه بدون حتى النظر لما فيه، ستكتشف أنه أصبح هنالك جسر “افتراضي” لعبور الناس للضفة الأخرى، وهنا ستخسر أكثر مما تكسب. لذلك، الاعلان في الشبكات والمنصات الغير مزحمة بالاعلانات هو أفضل من جهة الكلفة المادية، ومن جهة التفاعل.

5. عبر المحتوى الفيروسي

الكثير شاهد إعلان شركة اتصالات مصر الذي تم نشره السنة الماضية عبر اليوتيوب؛ كان عبارة عن أغنية من أداء الفنان محمد رمضان، الكثير شاهد الأغنية أكثر من مرة ليس لأجل الاعلان نفسه، لكن لأجل الأغنية التي نجحت في أن تكون محتوىً فيروسي (Viral Content)، وقد تم تسمية هذا النوع من المحتوى بهذا الإسم -والذي يأتي في الغالب علي شكل فيديو- لأنه ينتشر كالنار في الهشيم، قد يتطلب كلفة عالية لإنتاجه، ووقتاً طويلاً في طبخ فكرته، لكن ما أن ينطلق حتى ينتشر بشكل سريع ولا يتوقف إلا وقد حصد ملايين أو عشرات الملايين من المشاهدات.