الساعات الذكية وقنبلة السرطان الخفية: هل أجهزتنا القابلة للارتداء تهديدٌ صحي مُقنّع؟ chat hot pro
في عصر التكنولوجيا المتقدمة، حيث تُصاغ الرفاهية بأناقة على معاصمنا، تطفو أسئلة مقلقة: هل تحولت ساعاتنا الذكية من حارسة للصحة إلى قاتل صامت؟ تقارير علمية حديثة تكشف أن هذه الأجهزة، وعلى رأسها "آبل واتش"، قد تخفي في ثناياها مواد كيميائية مسرطنة تتسلل إلى أجسادنا يومياً. بينما ينشغل العالم بمراقبة الخطوات وقياس النبض، قد تكون السموم تنساب عبر الجلد ببطء، لتصنع كارثة صحية لا تُرى بالعين المجردة.
كشفت تحليلات مخبرية حديثة نُشرت الدراسة في مجلة Environmental Science & Technology Letters أن مكونات الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء تحتوي على مركبات كيميائية خطيرة مثل "البيسفينول أ" (BPA) و"الفثالات" و"المعادن الثقيلة"، والتي تُصنف ضمن المواد المسببة للاختلال الهرموني والسرطان. تتفاعل هذه المواد مع حرارة الجسم والعرق، مما يزيد من معدل امتصاص الجلد لها، خصوصاً في الأجهزة التي تُلبس لساعات طويلة مثل "آبل واتش". تتراكم السموم في الأنسجة الدهنية تدريجياً، مما يرفع احتمالات الإصابة بأورام الثدي والبروستاتا على المدى البعيد.
لا تقتصر المخاطر على الإطار الخارجي لهذه الأجهزة، فالشاشات والبطاريات الداخلية تحوي "مركبات مشبعة بالفلور"( PFAS ) المسرطنة، والتي تُستخدم لمقاومة الماء. تظهر الدراسات أن التعرض المتكرر لهذه الكيماويات يرتبط بسرطانات الكلى والخصيتين، حتى عند التركيزات المنخفضة. المفزع أن الاختبارات أثبتت انتقال هذه المواد إلى عينات بول مستخدمي الساعات الذكية بنسب تفوق الحدود الآمنة المُوصى بها عالمياً، دون إدراكهم لخطورتها.
رغم تصنيع هذه الأجهزة وفق معايير "سلامة عامة"، إلا أن التشريعات العالمية تتهاون في تنظيم المواد الكيميائية في المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية. شركات التكنولوجيا تعتمد على ثغرات قانونية لاستخدام مكونات رخيصة تزيد أرباحها، بينما تتهرب من نشر التقارير الكاملة عن التركيبات الكيميائية. في حالة "آبل واتش"، تم رصد نسب من "الكادميوم" و"الرصاص" في بعض الموديلات، وهي معادن يُحظر استخدامها في ألعاب الأطفال لكنها مسموحة في الأجهزة الذكية!
يزداد الوضع تعقيداً مع انتشار ظاهرة ارتداء الساعات الذكية أثناء النوم، حيث يطول احتكاك الجلد بالمواد السامة إلى 24 ساعة يومياً. الأطباء يحذرون من أن الأطفال والمراهقين، الذين تزداد شعبيتها بينهم، أكثر عرضة لتأثيراتها الجينية المدمرة. حتى أجهزة تتبع اللياقة البدنية التي تسوق نفسها كحليف للصحة، قد تكون بوابة خفية لاضطرابات المناعة والإنجاب، وفقاً لبحوث جامعة كاليفورنيا الأخيرة.
الحل يبدأ بالضغط على الشركات لاعتماد مواد صديقة للبيئة، وفرض شفافية كاملة حول المكونات الكيميائية. في الانتظار، يُنصح المستخدمون بتقليل مدة الارتداء، واستخدام أغلفة واقية خالية من السموم، وتجنب الأجهزة المقلدة ذات المواصفات المجهولة. بين يديك الآن خيار صعب: هل ستستمر في مراقبة نبضات قلبك عبر جهاز قد يسرق منك سنوات عمرك؟ أم أن الوقاية ستأخذ مكانها فوق معصمك؟