آبل تتحول نحو التصنيع الأمريكي: أكثر من 19 مليار رقاقة في 2025.
في تحول استراتيجي بارز، تخطط شركة آبل لاعتماد مصانع أمريكية كمصدر رئيسي لإنتاج الرقائق الإلكترونية في عام 2025، مع التعاقد على أكثر من **19 مليار رقاقة** تصنّع داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار مساعيها لتنويع سلسلة التوريد وتقليل الاعتماد على المصانع الآسيوية، خاصة تايوان.
مصنع TSMC في أريزونا محور الخطة
يقع في قلب هذه الخطة مصنع **Fab 21** التابع لشركة TSMC في ولاية أريزونا، والذي سيبدأ بإنتاج عشرات الملايين من الرقاقات التي تستخدمها آبل، بدقات تصنيع 4 نانومتر و5 نانومتر. ورغم أن هذا المصنع لن ينتج المعالجات الأحدث (مثل M3 أو A18) التي تصنع حاليًا بتقنية 3 نانومتر في تايوان، إلا أنه سيكون مسؤولًا عن مجموعة كبيرة من المكونات الإلكترونية الأخرى التي تدخل في بناء أجهزة آبل.
استثمارات ضخمة لتعزيز التصنيع المحلي
في خطوة تعكس جدية التحول، أعلنت آبل أنها ستستثمر ما يقارب **500 مليار دولار** خلال أربع سنوات في البنية التحتية الصناعية داخل الولايات المتحدة، موزعة على عدة ولايات منها كاليفورنيا، تكساس، أريزونا، ونيفادا. ويشمل ذلك بناء منشآت متخصصة في تصنيع الخوادم المخصصة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توسيع القدرات اللوجستية وسلاسل الإمداد المحلية.
لماذا هذا التحول الآن؟
الاعتماد على تايوان في تصنيع الرقاقات يمثل مخاطرة جيوسياسية متزايدة. وفي ظل التوتر المتصاعد في مضيق تايوان، تسعى آبل لتعزيز أمن سلسلة التوريد. إضافة إلى ذلك، بات واضحًا أن الحكومة الأمريكية تدفع بقوة نحو توطين صناعة أشباه الموصلات عبر دعم مالي وتشريعي، خاصة بعد إقرار قانون **CHIPS and Science Act**.
الرقاقات الأمريكية: ليست فقط للهواتف
تتجاوز أهمية هذه الخطوة مجرد إنتاج رقاقات للهواتف. آبل تعتمد على عشرات الدوائر المتكاملة داخل كل جهاز، مثل وحدات الاتصال اللاسلكي، وإدارة الطاقة، والمودم، ومستشعرات الكاميرا. العديد من هذه المكونات يمكن تصنيعها بكفاءة في المصانع الأمريكية، حتى وإن لم تكن تعتمد على أحدث دقات التصنيع.
آبل ومورّدوها المحليون
قال تيم كوك في آخر مكالمة أرباح:
"لدينا اليوم أكثر من 9000 مورد في الولايات المتحدة، وسنواصل توسيع هذه الشبكة عبر جميع الولايات الخمسين."
من بين هؤلاء الموردين شركات كبرى مثل **Micron**، **Broadcom**، و**Skyworks**، التي تشارك بالفعل في تصميم وإنتاج مكونات حرجة داخل أجهزة آبل، بعضها في منشآت أمريكية بالكامل.
قراءة في المستقبل
بينما يظل مصنع أريزونا خطوة مبدئية، إلا أنه يشكّل نقطة تحوّل في صناعة التكنولوجيا العالمية. من المتوقع أن تنتقل شركات أخرى إلى نهج مشابه، خصوصًا مع دخول دول مثل اليابان والهند والولايات المتحدة في سباق عالمي على تصنيع الرقائق المتقدمة.