بيل جيتس يفتح النار: "إيلون ماسك يتسبب بوفاة أفقر أطفال العالم.
في تصريحات نارية وغير معتادة، هاجم بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، الملياردير إيلون ماسك بشدة، محمّلًا إياه جزءًا من المسؤولية عن أزمة صحية عالمية تهدد حياة ملايين الأطفال في الدول الفقيرة، نتيجة تقليص الدعم المقدم من الحكومة الأمريكية لبرامج الإغاثة الدولية.
**تحذير من كارثة إنسانية**
جاءت تصريحات جيتس خلال مقابلة مع صحيفة *نيويورك تايمز* نُشرت صباح اليوم 8 مايو 2025، حيث أشار إلى أن تقليص تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قد يعكس مسار التقدم العالمي في تقليل وفيات الأطفال. وقال:
> “كان من المتوقع أن ينخفض عدد وفيات الأطفال من 5 إلى 4 ملايين، لكن وفق السياسات الجديدة، نحن نتجه إلى 6 ملايين وفاة سنويًا.”
هذا التحول، حسب جيتس، ليس فقط مأساويًا بل أيضًا نتيجة مباشرة لقرارات سياسية قاصرة لم تُقدّر العواقب.
**اتهام مباشر لماسك: "تبرع بعد الوفاة لا ينقذ الأرواح الآن"**
جيتس لم يتوانَ عن توجيه أصابع الاتهام بشكل مباشر لإيلون ماسك، مشيرًا إلى أن الأخير كان له تأثير قوي على سياسة إدارة ترامب (التي عاد إليها الحكم في 2024) فيما يتعلق بخفض ميزانية المساعدات الخارجية.
وفي رد لاذع على ذكر التزام ماسك بمبادرة Giving Pledge، علّق جيتس ساخرًا:
"الغريب في المبادرة أنك تستطيع تنفيذها بعد موتك!"
يقصد جيتس بهذا التصريح أن ماسك – رغم ثروته الهائلة – لم يُظهر حتى الآن التزامًا فعليًا بتقديم تبرعات ملموسة لدعم المبادرات الإنسانية، وبدلًا من ذلك، يكتفي بوعد بالمساهمة بعد وفاته، وهو ما لا يفيد الأرواح التي تُزهق اليوم.
**جيتس: سأُنهي مؤسستي.. وسأتبرع بـ 99% من ثروتي**
في المقابل، أعلن بيل جيتس أن مؤسسة "بيل وميليندا جيتس" ستُغلق بالكامل بحلول 31 ديسمبر 2045، مشيرًا إلى أنه سيُصفي جميع أصولها خلال العشرين سنة القادمة، ويتبرع بكامل ثروته، التي يتجاوز صافيها حاليًا 120 مليار دولار، لبرامج الصحة والتعليم ومحاربة الفقر حول العالم.
> “من يعلم؟ قد يصبح ماسك فاعل خير عظيم لاحقًا، لكن في الوقت الحالي، أغنى رجل في العالم متورط في وفاة أفقر أطفال العالم.”
**خلفية التوتر بين الرجلين**
هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها توترات بين بيل جيتس وإيلون ماسك. في السابق، تبادلا الانتقادات علنًا بشأن الذكاء الاصطناعي، اللقاحات، وحتى أساليب الإدارة. لكن هذه التصريحات الأخيرة تمثل تصعيدًا غير مسبوق من جيتس، إذ يربط بين سياسات ماسك الشخصية ونتائج مميتة على أرض الواقع.
**ما القادم؟**
بينما تستعد إدارة ترامب لتقديم ميزانية عام 2026 إلى الكونغرس، من المتوقع أن تحتدم المعركة حول برامج الإغاثة الخارجية، خاصة بعد أن أصبحت أصوات من الصف الأول في عالم الأعمال مثل بيل جيتس ترفع رايات التحذير.