"امتثال خبيث"؟ آبل تُطلق هيكل رسوم معقد في أوروبا للالتفاف على قوانين المنافسة.
في أحدث فصول معركتها مع المنظمين الأوروبيين، أعلنت شركة آبل يوم الخميس عن مجموعة من التحديثات لقواعد متجر تطبيقاتها في الاتحاد الأوروبي، وذلك للامتثال لقانون الأسواق الرقمية (DMA). وبينما قدمت آبل بعض التنازلات الشكلية، يرى الكثيرون، وعلى رأسهم تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games، أن هذه التغييرات ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل "الامتثال الخبيث"، وهي استراتيجية تهدف إلى الالتزام بحرفية القانون مع إفراغه من روحه وهدفه الأساسي.
ما هو "الامتثال الخبيث"؟
ببساطة، الامتثال الخبيث هو عندما تتبع شركة ما قاعدة أو قانونًا بشكل حرفي، ولكنها تفعل ذلك بطريقة تجعل النتيجة أسوأ أو أكثر تعقيدًا للأشخاص الذين كان من المفترض أن يحميهم القانون، مما يحبط الهدف من التشريع نفسه. وهذا بالضبط ما يتهم به النقاد شركة آبل.
التغييرات الجديدة: حرية ظاهرية ورسوم معقدة
جاءت تحديثات آبل بعد أن فرض عليها المنظمون الأوروبيون غرامة قدرها 500 مليون يورو لعدم امتثالها السابق لقانون الأسواق الرقمية، الذي يهدف إلى كسر احتكار المنصات الكبرى. التغييرات الجديدة تشمل جانبين:
1. الجانب الإيجابي (الحرية الظاهرية):
ستسمح آبل الآن لمطوري التطبيقات في الاتحاد الأوروبي بوضع روابط توجه المستخدمين إلى طرق دفع بديلة خارج متجر التطبيقات. الأهم من ذلك، أن آبل ستزيل "شاشات التخويف" التي كانت تستخدمها سابقًا لتحذير المستخدمين من مغادرة نظام الدفع الخاص بها.
2. الجانب السلبي (هيكل الرسوم المعقد):
هنا يكمن "الامتثال الخبيث". فبدلاً من تبسيط الأمور، استبدلت آبل "رسوم التكنولوجيا الأساسية" (CTF) بهيكل جديد أكثر تعقيدًا يضمن استمرارها في تحصيل الأرباح حتى من المبيعات التي تتم خارج متجرها:
رسوم اكتساب أولية: 2%.
رسوم خدمات المتجر: تتراوح بين 5% إلى 13% حسب مستوى الخدمات التي يختارها المطور.
عمولة التكنولوجيا الأساسية (CTC): وهذه هي الضربة القاضية. فالتطبيقات التي تختار وضع روابط دفع خارجية ستظل مضطرة لدفع عمولة بنسبة 5% لشركة آبل على تلك المبيعات.
هذا يعني أنه حتى لو قام المستخدم بالدفع على موقع المطور مباشرة، فإن آبل ستظل تحصل على حصتها، مما يجعل خيار الدفع الخارجي أقل جاذبية من الناحية التجارية للمطورين.
رد فعل غاضب من Epic Games
لم يتأخر رد فعل تيم سويني، الذي تخوض شركته Epic Games معركة قضائية عالمية ضد آبل. ففي منشور على منصة X، وصف سويني مخطط آبل الجديد بأنه "غير قانوني بشكل صارخ في كل من أوروبا والولايات المتحدة ويسخر من المنافسة العادلة". وأضاف: "التطبيقات ذات المدفوعات المنافسة لا يتم فرض ضرائب عليها فحسب، بل يتم شلّها تجاريًا في متجر التطبيقات".
في النهاية، يبدو أن آبل تحاول كسب الوقت والالتفاف على القوانين بدلاً من تبني روح المنافسة الحقيقية. وبينما تكون قد امتثلت لمهلة 26 يونيو لتجنب المزيد من الغرامات، فمن شبه المؤكد أن هذا الهيكل الجديد للرسوم سيشعل الجولة التالية من المعارك القانونية والتنظيمية بين عملاق التكنولوجيا والاتحاد الأوروبي.
ما رأيك في استراتيجية آبل؟ وهل تعتقد أنها "امتثال خبيث" أم خطوة ضرورية لحماية نموذج أعمالها؟
شاركنا وجهة نظرك في التعليقات!
