المؤثرون اليساريون يتدفقون على "Bluesky"... ولكن دون هجر "X" تمامًا! (تحليل جديد من مركز بيو)
في عالم وسائل التواصل الاجتماعي دائم التغير، ليس مفاجئًا أن نرى العديد من الحسابات الكبيرة ذات التوجهات اليسارية تنضم مؤخرًا إلى منصة "بلو سكاي" (Bluesky) الواعدة. ولكن، يأتي تحليل جديد من مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) ليقدم أرقامًا وبيانات تحدد حجم هذا التحول بدقة، ويكشف عن ديناميكيات مثيرة للاهتمام.
يُعد هذا التحليل تحديثًا لتقرير مركز بيو الأوسع حول المؤثرين في مجال الأخبار، والذي صدر في نوفمبر 2024 ولم يتضمن بيانات عن "بلو سكاي" في ذلك الحين. ركز التقرير الأصلي والتحديث الحالي على مجموعة محددة تضم 500 مؤثر، يمتلك كل منهم أكثر من 100,000 متابع على منصة رئيسية واحدة على الأقل وينشرون بانتظام حول الأحداث الجارية.
إقبال يساري على "بلو سكاي"... خاصة بعد انتخابات 2024
وفقًا لبيانات التحديث الجديد التي جمعها مركز بيو في فبراير/مارس 2025، تبين أن 43% من هؤلاء المؤثرين البارزين لديهم حساب على "بلو سكاي". والأمر اللافت أن ما يزيد قليلاً عن النصف (51%) من هذه الحسابات على "بلو سكاي" تم إنشاؤها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 (والتي أشارت المقالة الأصلية إلى أنها أسفرت عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة).
ويُظهر التحليل فجوة كبيرة بين المؤثرين من اليمين واليسار:
69% من الحسابات ذات التوجه اليساري (التي عرّفت نفسها صراحة بأنها ليبرالية أو ديمقراطية وأعربت عن دعمها لكامالا هاريس أو جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية) قامت بالانتقال وإنشاء حسابات على "بلو سكاي".
في المقابل، 15% فقط من الحسابات ذات التوجه المحافظ فعلت الشيء نفسه.
"بلو سكاي" كوجهة جديدة... ولكن "X" لا يزال حاضرًا بقوة
على الرغم من هذا الإقبال الملحوظ على "بلو سكاي"، خاصة من اليسار، إلا أن هذا التحرك لم يكن بالضرورة على حساب منصة "X" (تويتر سابقًا). فبينما بدا أن تحالف مالك "X"، إيلون ماسك، مع الرئيس الحالي دونالد ترامب قد دفع مستخدمين جددًا نحو "بلو سكاي"، كشف تحليل بيو أن:
82% من المؤثرين الذين تتبعهم الدراسة لا يزال لديهم حساب نشط على منصة "X". ويمثل هذا انخفاضًا طفيفًا فقط عن نسبة 85% التي تم تسجيلها في فترة قياس سابقة (صيف 2024).
حتى بين المؤثرين اليساريين الذين انضموا إلى "بلو سكاي"، فإن الغالبية العظمى منهم (87%) لم تتخل عن وجودها على "X".
لا يزال معظم المؤثرين، بشكل عام، ينشرون بشكل أكثر انتظامًا على "X" مقارنة بـ "بلو سكاي".
بعبارة أخرى، حتى لو كان المؤثرون اليساريون يستكشفون "بلو سكاي" كبديل محتمل أو كمنصة إضافية، فإنهم في الغالب لم يحرقوا جسورهم مع "X" بعد.
نشاط متزايد على "بلو سكاي" يشير إلى اهتمام متنامٍ
على الرغم من أن "X" لا يزال يحتفظ بالصدارة من حيث نشاط النشر، إلا أن بيانات مركز بيو تشير إلى أن النشاط على "بلو سكاي" آخذ في الازدياد بشكل ملحوظ. فقد ارتفعت نسبة المؤثرين الموجودين على "بلو سكاي" الذين ينشرون بالفعل على المنصة من 54% في الأسبوع الأول من يناير 2025 إلى 66% في الأسبوع الأخير الكامل من مارس 2025. هذا النمو يشير إلى أن المنصة الجديدة بدأت تكتسب زخمًا وأن المستخدمين الجدد، وخاصة المؤثرين، بدأوا في التفاعل بشكل أكبر معها.
نظرة على المشهد المتغير لمنصات التواصل
تعكس هذه النتائج المشهد المعقد والمتغير لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث يبحث المستخدمون، وخاصة الشخصيات العامة والمؤثرة، عن بيئات تتوافق مع توجهاتهم وتوفر لهم الأدوات اللازمة للتعبير والتفاعل. وبينما تقدم "بلو سكاي" نفسها كبديل واعد، لا يزال لـ "X" تأثيره وحضوره القوي.
ما رأيك في هذه الديناميكيات؟
هل لاحظت هذا التحول بين أصدقائك أو المؤثرين الذين تتابعهم؟ وإلى أي مدى تعتقد أن التوجهات السياسية تلعب دورًا في اختيار منصات التواصل الاجتماعي؟ شاركنا وجهة نظرك في التعليقات!