تطبيق المواعدة Bumble يواجه العاصفة: تسريح 30% من الموظفين وخسارة 90% من قيمته.. ما الذي يحدث؟
في إشارة قوية على الأزمة التي يعيشها قطاع تطبيقات المواعدة، أعلنت شركة Bumble يوم الأربعاء عن تسريح 30% من قوتها العاملة، أي ما يعادل حوالي 240 موظفًا. هذا القرار الصادم يأتي في وقت تكافح فيه الشركة للحفاظ على مكانتها في سوق متغير، وبعد أن فقدت 90% من قيمتها السوقية منذ طرحها للاكتتاب العام في عام 2021، حيث تراجعت قيمتها من حوالي 8 مليارات دولار إلى أقل من مليار دولار اليوم.
الأرقام الصادمة: أزمة تتجاوز مجرد تسريح الموظفين
قرار تسريح الموظفين ليس سوى عرض لأزمة أعمق. فشركة Bumble، التي اشتهرت بتمكين المرأة من خلال منحها حق بدء المحادثة أولاً، تواجه تحديات وجودية:
تراجع الإيرادات: سجلت الشركة إيرادات متراجعة هذا العام.
صعوبة في جذب المشتركين: تجد الشركة صعوبة في جذب مشتركين جدد يدفعون مقابل الخدمات المميزة، وكذلك في الحفاظ على المشتركين الحاليين.
هذه ليست مشكلة Bumble وحدها، بل هي ظاهرة أوسع تُعرف بـ "إرهاق تطبيقات المواعدة" (Dating App Fatigue).
أزمة "إرهاق المواعدة": لماذا يعاني Bumble والمنافسون؟
يبدو أن نموذج "السحب يمينًا ويسارًا" (Swipe)، الذي كان ثوريًا يومًا ما، قد وصل إلى مرحلة التشبع والإرهاق. فالجيل الجديد من المستخدمين (Gen Z) يبحث عن تجارب أكثر أصالة وأقل سطحية، ويشعر بالملل من التمرير اللامتناهي للملفات الشخصية.
هذا التحول في سلوك المستخدمين، إلى جانب المنافسة الشرسة من تطبيقات مثل Hinge (الذي يركز على المحادثات العميقة بدلاً من المظهر)، يضع Bumble تحت ضغط هائل لإعادة ابتكار نفسها.
عودة المؤسِّسة ومحاولات الإنقاذ
في محاولة لإنقاذ الموقف، عادت مؤسسة الشركة، ويتني وولف هيرد، لتولي منصب الرئيس التنفيذي هذا العام بعد أن كانت قد تنحت لفترة وجيزة في أوائل 2024. ومع عودتها، بدأت الشركة في طرح ميزات جديدة تركز بشكل أساسي على بناء الثقة والأمان، وهي أكبر نقاط القلق لدى مستخدمي تطبيقات المواعدة:
توثيق الهوية: في مارس الماضي، أطلقت Bumble أدوات أمان جديدة تسمح للمستخدمين بتحميل صورة من هويتهم الحكومية للحصول على شارة "موثق"، مع إمكانية فلترة البحث لإظهار المستخدمين الموثقين فقط.
مشاركة تفاصيل الموعد (Share Date): ميزة تهدف إلى تقليل القلق من خلال السماح للمستخدمين بمشاركة تفاصيل موعدهم مع الأصدقاء أو العائلة.
التركيز على المستقبل
في تصريح لشبكة CNBC، قال متحدث باسم Bumble: "ينصب تركيزنا الآن على المضي قدمًا بطريقة تعزز أعمالنا الأساسية، وتستمر في خدمة أعضائنا بفعالية، وتضعنا في موقع يسمح لنا بالنمو في المستقبل".
على الرغم من أن تفاصيل عملية التسريح لم تكن واضحة بخصوص الفرق المتأثرة، إلا أن هذه الخطوة تُعتبر إعادة هيكلة مؤلمة ولكنها ضرورية. إنها تُمثل اعترافًا من Bumble بأن ما نجح في الماضي لم يعد كافيًا للمستقبل، وأن البقاء في هذا السوق المتغير يتطلب أكثر من مجرد فكرة جيدة، بل يتطلب القدرة على التطور المستمر والاستماع الحقيقي لما يريده جيل جديد من المستخدمين الذين يبحثون عن الأمان والأصالة قبل أي شيء آخر.
ما رأيك في مستقبل تطبيقات المواعدة؟ وهل تعتقد أن ميزات الأمان الجديدة كافية لإعادة بناء ثقة المستخدمين؟
شاركنا وجهة نظرك في التعليقات!