-->

الجديد

مخرج Civil War سيتولى فيلم Elden Ring.. هل تنجح رؤيته الحربية في تجسيد عالم اللعبة الساحر؟

author image

في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن استوديو A24، المعروف بأفلامه الفنية وغير التقليدية، عن اختياره للمخرج والكاتب البريطاني أليكس غارلاند لتولي مهمة كتابة وإخراج فيلم مقتبس من تحفة استوديو FromSoftware، لعبة Elden Ring. غارلاند، الذي اشتهر بأفلام الخيال العلمي الفلسفية مثل Ex Machina وAnnihilation وأفلام الحرب الواقعية مثل Civil War وWarfare، يبدو للوهلة الأولى خيارًا غريبًا لعالم "الأراضي الوسطى" الخيالي والغامض. فهل هذا التزاوج الفني محكوم عليه بالفشل، أم أنه يحمل في طياته وصفة نجاح غير متوقعة؟

اختيار غير متوقع.. ولكن منطقي؟

من السهل فهم سبب حيرة الكثيرين. فأسلوب غارلاند السينمائي يعتمد على الحوارات المحكمة، وتطور الشخصيات، والخيال العلمي المرتكز على الواقع. في المقابل، تُعرف ألعاب FromSoftware، من Dark Souls إلى Elden Ring، بسردها القصصي غير المباشر الذي يعتمد على أوصاف الأدوات، وتصميم البيئة، وترك فجوات كبيرة لخيال اللاعب.

لكن ما قد يغيب عن الكثيرين هو أن غارلاند ليس مجرد مخرج، بل هو لاعب شغوف ولديه فهم عميق لما يجعل هذه الألعاب مميزة. ففيلمه المرعب 28 Days Later مستوحى من تجربته مع ألعاب Resident Evil، وقد عبّر في مقابلات سابقة عن إعجابه الشديد بألعاب مثل The Last of Us وBioShock، والأهم من ذلك، سلسلة Dark Souls. في حديث مع موقع Gamespot عام 2020، وصف غارلاند ألعاب "السولز" بأنها تحمل "نوعًا من الشعر المتجذر بداخلها... تشعر وكأنك قد انجرفت إلى حلم وجودي".

ليست ملحمة خيالية، بل فيلم رعب وبقاء بأسلوب حربي

بالنظر إلى خلفية غارلاند، قد يتوقع البعض فيلمًا سرياليًا وغامضًا بأسلوب فيلمه Annihilation. لكن الرؤية الأكثر إثارة وربما الأكثر نجاحًا هي أن يأتي الفيلم بأسلوب فيلمه الحربي الواقعي والقاسي Warfare.

لماذا؟ لأن المشاعر التي يثيرها فيلم حربي واقعي تتشابه بشكل مدهش مع تجربة لعب Elden Ring: الشعور بأنك مطارد، ومحاصر، وأقل قوة من أعدائك، والخوف المستمر على حياتك (أو على "الرونز" التي جمعتها). Elden Ring ليست فانتازيا القوة التي يتحول فيها البطل إلى كائن خارق، بل هي "مضاد لفانتازيا القوة"، تجربة تُعرّي اللاعب وتجعله محاربًا يائسًا يواجه الموت مرارًا وتكرارًا حتى يحقق نصرًا صعبًا ومؤلمًا.

التركيز على "المشوّه" لا على الآلهة

لتحقيق هذه الرؤية، يجب على الفيلم أن يتجنب فخ محاولة شرح القصة الخلفية المعقدة والملحمية عن الملكة ماريكا، وراداجون، وأنصاف الآلهة. فهذه القصة، التي شارك في كتابتها جورج ر. ر. مارتن، من الأفضل أن تبقى غامضة كما هي في اللعبة.

بدلاً من ذلك، يمكن للفيلم أن يتبع تجربة شخصية "المشوّه" (Tarnished) واحدة، مركزًا على صراعه اللحظي من أجل البقاء، ورحلته المليئة بالرعب واليأس للوصول إلى "موقع النعمة" (Site of Grace) التالي. هذا النهج لا يلعب على نقاط قوة غارلاند في استكشاف النفس البشرية من خلال الأكشن الوحشي والمصمم بعناية فحسب، بل يتبع أيضًا نموذج النجاح الذي حققه مسلسل The Last of Us من HBO، والذي أدرك صناعه أن سر نجاح الاقتباس يكمن في فهم جوهر تجربة اللعب نفسها.

ومع وجود شائعات بأن غارلاند يتطلع لاختيار الممثل كيت كونور (الذي عمل معه في Warfare) لدور البطولة، فمن المحتمل جدًا أن يتجه الفيلم نحو هذا الأسلوب المتوتر والواقعي.

إن الجمع بين رؤية غارلاند السينمائية القاسية، ودعم استوديو A24 الفني، والتركيز على تجربة البقاء والرعب بدلاً من الفانتازيا الملحمية، قد يكون هو بالضبط ما يحتاجه فيلم Elden Ring ليصبح اقتباسًا سينمائيًا ناجحًا ومخلصًا لروح اللعبة الأصلية.

ما رأيك في اختيار أليكس غارلاند لإخراج فيلم Elden Ring؟ وهل تفضل فيلمًا يركز على القصة الملحمية أم على تجربة البقاء الفردية؟

 شاركنا رأيك في التعليقات!