لينوفو تطلق ثورة جديدة في عالم الحواسيب: شاشة قابلة للطي تُعيد تعريف مفهوم الأجهزة المحمولة!
في عالمٍ تُسرع فيه التكنولوجيا بخطى جنونية نحو المستقبل، أطلقت "لينوفو" قنبلة جديدة تُهدد كل ما اعتدنا عليه في حواسيبنا المحمولة! النموذج الأولي الذي كشف عنه العملاق الصيني مؤخرًا ليس مجرد تحديثٍ تقليدي، بل هو قفزة جريئة نحو آفاق غير مسبوقة: شاشة قابلة للطي بالكامل، تُحول الجهاز من حاسوب محمول تقليدي إلى لوحة رقمية مبتكرة، وكأنها صفحات كتاب يُعاد تشكيلها بلمسة يد. هل نحن أمام نهاية عصر الشاشات المسطحة؟ أم أن هذه الخطوة ستُعيد صياغة قواعد اللعبة للأبد؟
كشفت شركة لينوفو خلال فعاليات مؤتمر MWC 2025 عن نموذج أولي جديد لحاسوب محمول بشاشة قابلة للطي، وهو يحمل الاسم الرمزي ThinkBook Flip AI PC.
كشفت "لينوفو" النقاب عن نموذجها الأولي المذهل خلال مشاركتها في معرض تقني عالمي، حيث أظهرت شاشة OLED مرنة بحجم 13.3 بوصة، قادرة على الانثناء بزاوية 360 درجة دون أي تأثير على جودة الصورة أو الأداء. التصميم يعتمد على تقنية متطورة في تصنيع الشاشات القابلة للطي، مع طبقة حماية من "غوريلا غلاس" لتقليل خطر الخدوش. الجهاز يدمج بين مفهوم الحاسوب المحمول والجهاز اللوحي، حيث يمكن طيه بالكامل ليصبح بحجم كتاب صغير، أو فرده ليعمل كشاشة عملاقة. الشركة أكدت أن النموذج ما زال في مرحلة التطوير، لكنه يُمثل رؤيتها المستقبلية لأجهزة قابلة للتكيف مع احتياجات المستخدمين الديناميكية.
التحدي الأكبر الذي واجهته "لينوفو" كان في تصميم المفصلة (Hinge) التي تسمح بالطي المتكرر دون تلف المكونات الداخلية. النموذج الجديد يستخدم نظامًا ميكانيكيًا فريدًا يُقلل الضغط على الشاشة عند الانحناء، مع مواد متينة تحافظ على هيكل خفيف الوزن لا يتجاوز 1.5 كجم. الكيبورد القابلة للفصل تُضيف مرونة إضافية، حيث يمكن استخدام الشاشة وحدها كلوحة رسم أو للعرض التفاعلي. الشركة أشارت إلى تعاونها مع مطوري البرمجيات لضمان توافق النظام التشغيلي مع الوضعيات المختلفة، مما يُسهل الانتقال بين نمط العمل والترفيه بسلاسة.
على صعيد الأداء، الجهاز يعمل بمعالج من الجيل الحادي عشر من "إنتل كور آي7"، مع ذاكرة وصول عشوائي تصل إلى 16 جيجابايت، ومساحة تخزين SSD بسعة 1 تيرابايت. البطارية صممت لتتحمل الاستخدام المكثف لمدة تصل إلى 10 ساعات في الوضع القياسي، لكنها تواجه تحديات في حالة الاستخدام بكثافة عند طي الشاشة. "لينوفو" تعمل على تحسين كفاءة الطاقة عبر خوارزميات ذكاء اصطناعي تُoptimize استهلاك الموارد وفقًا لوضعية الجهاز. الجهاز يدعم أيضًا قلمًا رقميًا بدقة 4096 مستوى ضغط، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمصممين والفنانين.
ردود الفعل الأولية من الخبراء كانت مُتفاوتة؛ فبينما أشاد البعض بالجرأة التقنية، تساءل آخرون عن جدوى الفكرة في سوقٍ يهيمن عليه الهواتف القابلة للطي والأجهزة اللوحية. ومع ذلك، تؤكد "لينوفو" أن هذا النموذج يهدف إلى سد الفجوة بين الفئتين، مع توفير إنتاجية عالية لا توفرها الأجهزة اللوحية التقليدية. السعر المتوقع للجهاز في حال إنتاجه تجاريًا قد يتجاوز 2500 دولار، مما يجعله منتجًا نخبويًا في البداية، لكن الشركة تأمل في خفض التكلفة مع نضوج التكنولوجيا.
لا تُعتبر هذه الخطوة مفاجئة من "لينوفو"، التي سبق أن قدمت أجهزةً مبتكرة مثل "ThinkPad X1 Fold"، لكن النموذج الجديد يأتي بتصميم أكثر نضجًا وتقنيات مُحسنة. المنافسة في سوق الشاشات القابلة للطي تزداد سخونة مع دخول لاعبين كبار مثل "سامسونج" و"مايكروسوفت"، لكن يبدو أن "لينوفو" تراهن على تفرد فكرة الجمع بين قوة الحاسوب المحمول ومرونة الجهاز اللوحي. إذا نجحت هذه الرهان، فقد نرى تحولًا جذريًا في طريقة استخدامنا للحواسيب خلال السنوات الخمس المقبلة.
التحديات ما تزال قائمة أمام "لينوفو"، خاصةً في ما يتعلق بمتانة الشاشة على المدى الطويل، وتكلفة الإنتاج، وقبول السوق لفئة جديدة غير مألوفة. ومع ذلك، فإن الإعلان عن هذا النموذج يُرسل رسالة واضحة: المستقبل سيكون مرنًا، والقدرة على التكيف ستصبح السمة الأبرز لأي جهاز ناجح. من يدري؟ ربما تصبح الشاشات القابلة للطي يومًا ما شيئًا بديهيًا، مثل شاشات اللمس التي غزت عالمنا قبل عقدٍ من الزمن.
